ما زلنا على قيد الحياة

الأربعاء، 5 فبراير 2025

ثبات أردني تاريخي رداً على محاولات العبث بالقضية الفلسطينية: لاءات الملك خطوط حمراء لا تُمس


 بقلم: موسى الدردساوي

mdardasawi@yahoo.com

في تصريح استفزازي وغير واقعي، أشار ترامب إلى إمكانية تهجير أكثر من مليون فلسطيني من قطاع غزة إلى الأردن ومصر كجزء من “حل” للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. هذا الطرح لم يكن مجرد اقتراح عابر، بل اعتُبر محاولة لإحياء مشاريع قديمة تسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر نقل العبء السياسي والإنساني إلى دول الجوار.

الأردن، الذي لطالما اعتبر القضية الفلسطينية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين والحفاظ على هوية القدس العربية والإسلامية جزءًا لا يتجزأ من هويته الوطنية ووجدانه الشعبي، ولم يكن يومًا متفرجًا على معاناة الفلسطينيين.

منذ تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية، كان الموقف الأردني ثابتًا وواضحًا، يرتكز على دعم الحقوق الفلسطينية المشروعة والرفض القاطع لأي حديث عن التوطين أو الوطن البديل ورغم الضغوط التي تعرض لها عبر العقود الماضية، ظل الأردن، بقيادته الهاشمية وشعبه، متماسكًا وصامدًا.

اللاءات الثلاث التي رسخها جلالة الملك عبد الله الثاني: لا للتوطين، لا للوطن البديل، ولا للتنازل عن القدس، لم تكن شعارات فارغة، بل خطوط حمراء تجسد موقفًا وطنيًا وسياسيًا يستند إلى إرث تاريخي ووعي شعبي لا يقبل المساومة. هذه الثوابت ليست فقط درعًا يحمي الهوية الوطنية الأردنية، بل هي أيضًا رسالة واضحة لكل من يحاول العبث بأمن الأردن واستقراره.

الأردن، الذي فتح أبوابه للاجئين الفلسطينيين عبر العقود، لم يتعامل معهم كأعباء بل كجزء من نضال مشترك لتحقيق العدالة.

 ومع ذلك، فإن أي محاولة لاستغلال هذا التاريخ الإنساني والسياسي لفرض حلول غير عادلة لن تجد لها مكانًا في الوجدان الأردني وتصطدم بجدار صلب من الرفض الأردني، الذي يتكاتف فيه الشعب مع القيادة.

الشعب الأردني، الذي يدرك أن الحفاظ على حقوق الفلسطينيين هو جزء من الدفاع عن سيادته واستقراره، يقف صفًا واحدًا مع قيادته في رفض كل ما يمس وحدة الأردن وهويته وفي الوقت ذاته، يستمر في رفع راية العدل والشرعية الدولية، مطالبًا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران67 وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبار ذلك السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل.

وان محاولات زرع الفتنة بين الشعبين الأردني والفلسطيني أو التشكيك في مواقف الأردن ستبوء بالفشل فالرد الأردني على هذه المحاولات دائمًا يكون بالمزيد من الوحدة والثبات على المبادئ التي شكلت عبر تاريخه درعًا حصينًا للقضية الفلسطينية، وسيبقى كذلك، رغم كل التحديات والمؤامرات.

في النهاية، يبقى الأردن، بقيادته الهاشمية الحكيمة وشعبه الواعي، رمزًا للثبات على المبادئ الوطنية والقومية والتصريحات التي تتناول قضايا تهجير الفلسطينيين، مهما كانت استفزازية، لن تغير من حقيقة أن الأردن كان وسيظل شريكًا للشعب الفلسطيني في نضاله المشروع.

هذه رسالة واضحة لكل من يحاول العبث باستقرار المنطقة: الأردن أقوى بوحدته، وشعبه وأكثر إصرارًا على الحفاظ على حقوقه وهويته، رافعًا راية الكرامة الوطنية فوق كل اعتبار.


ليست هناك تعليقات: