بقلم موسى الدردساوي
mdardasawi@yahoo.com
المدعو عبد الباري عطوان،
إن ما ورد في مقالك حول قمة العقبة ودور الأردن تجاه الأشقاء في سورية وفلسطين ليس إلا محاولة يائسة لتشويه الحقائق والطعن في مواقف المملكة الثابتة والمشرّفة. لكن، وبكل أسف، يبدو أن قلمك الذي طالما ادّعى الدفاع عن القضايا العربية قد أصبح أداة لتصفية الحسابات وترويج الأكاذيب التي لا تخدم سوى أجندات مشبوهة.
وهنا دعنا نضع الأمور في نصابها الصحيح. الأردن، بقيادته وشعبه، لم يساوم يومًا على مبادئه. استضاف الملايين من اللاجئين السوريين، وفتح أبوابه وقلبه لأبناء الشام في أحلك الظروف، حينما كانت دول أخرى تغلق حدودها وتدير ظهرها. وبينما كنت أنت تكتب مقالاتك من أبراجك العاجية، كان الأردن يدفع من اقتصاده وأمنه ثمن دعمه للضعفاء والمحتاجين، دون أن ينتظر شكرًا من أحد.
وبيما يخص فلسطين وغزة، فإن مواقف الأردن واضحة كالشمس ولا تحتاج إلى شهادة من قلمك. لطالما كان صوت الحق ضد الاحتلال الإسرائيلي، داعمًا لصمود الشعب الفلسطيني، وضامنًا للوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف . أين كنت أنت حينما كانت طائرات الإغاثة الأردنية تتجه إلى غزة؟ وأين كان قلمك عندما تصدّر الأردن الجهود السياسية لوقف العدوان؟
وإما اتهامك الأردن بأنه تابع لأوامر بلينكن ليس إلا محاولة بائسة لإقحام المملكة في رواياتك الزائفة. الأردن دولة ذات سيادة، وقراره السياسي مستقل، وهو من القلة التي ما زالت ترفع صوتها بوجه قوى الهيمنة العالمية، بينما تُفضل أنت وأمثالك الجلوس على هامش الأحداث، تهاجمون من يبني ويُضحي. إن أردت الحديث عن التبعية، فمن الأولى أن تنظر في مرآتك، حيث أصبحت مقالاتك أقرب إلى بروباغندا إيرانية مكشوفة، تخدم مصالح من يدفع أكثر، بدلاً من أن تكون صوتًا عربيًا نزيهًا.
لقد اتهمت الأردن ببيع نفسه، لكن دعني أذكّرك أن بيع المبادئ ليس من صفات الأردن، بل هو أسلوب يتقنه من باعوا قلمهم لمشاريع أجنبية وإقليمية. قلمك الذي انحاز في كثير من الأحيان لخطابات طهران وأذرعها في المنطقة فقد مصداقيته منذ زمن، وبات معروفًا أن ولاءه لا يخدم القضايا العربية بقدر ما يخدم المصالح التي تُملى عليك.
أيَا عطوان، إن محاولة الطعن في مواقف الأردن لن تنجح، لأن الحقائق أوضح من ادعاءاتك. إن كنت عاجزًا عن رؤية المواقف الشجاعة، وإن كنت مُصرًا على تسويق نفسك كناقد على حساب الحقيقة، فإن التاريخ سيحفظ مواقف الأردن المشرّفة، بينما سيظل قلمك مجرد صفحة في سجل المزايدات الفارغة.