ما زلنا على قيد الحياة

السبت، 19 ديسمبر 2015

فئران الوزير


يروى أن حاكما ظالما مستبدا كان يحكم شعبا عنيدا. فأراد ذلك الحاكم أن يعين وزيرا على قدر عالٍ من المكر  و الدهاء فما كان منه إلا أنه أعلن في أنحاء المملكة أن من يستطيع أن يأتيه بكيس مملوءا بفئران حتى قصره سوف يصير وزيره الخاص.
فأخذ من الناس -كل من توسم في نفسه شيئا من المكر- أن يجمع الفئران في كيس حتى يصير المساعد الأول للحاكم في تلك البلاد, لكن شرط الحاكم لم يكن بتلك السهولة التي توقعها البعض فإن الفئران كانت لا تلبث أن تقرض الكيس و تفر هاربة .. مرت أيام ٍ و أيام ولا أحد يستطيع أن يأتي الحاكم بطلبه رغم أن كثيرين حاولوا ذلك جاهدين. و استمر الحال هكذا حتى اليوم الذي أخبر فيه الحرس الحاكم أن هناك شخصا واقفا أمام باب قصره و معه كيسا كبيرا مملوءا بالفئران فأمر الحاكم بدخوله فورا.
                                    
اندهش الحاكم الظالم بنجاح الرجل و قال له هنيئا لك فقد صرت وزيري و المستشار الأول في المملكة لكن اخبرني كيف أتيت بالفئران في كيسا إلى هنا دون أن يقرضوا الكيس و يفروا هاربين؟

فأجاب الرجل الخبيث قائلا: الأمر كان بسيطا يا سيدي, فأنا منذ أن بدأت أن أجمع الفئران إلى أن أتيت بهم هنا لم أكف عن أن أهز الكيس هزا شديدا, فكانت الفئران تقرض بعضها بعضا و قد نسوا  أنهم جميعا في سجنٍ واحدٍ كبير. و هاهي الفئران أمامك يا سيدي و قد أنهكت قواها ..