يروى أن حاكما ظالما
مستبدا كان يحكم شعبا عنيدا. فأراد ذلك الحاكم أن يعين وزيرا على قدر عالٍ من
المكر و الدهاء فما كان منه إلا أنه أعلن في أنحاء المملكة أن من يستطيع أن
يأتيه بكيس مملوءا بفئران حتى قصره سوف يصير وزيره الخاص.
فأخذ من الناس -كل من
توسم في نفسه شيئا من المكر- أن يجمع الفئران في كيس حتى يصير المساعد الأول
للحاكم في تلك البلاد, لكن شرط الحاكم لم يكن بتلك السهولة التي توقعها البعض فإن
الفئران كانت لا تلبث أن تقرض الكيس و تفر هاربة .. مرت أيام ٍ و أيام ولا أحد
يستطيع أن يأتي الحاكم بطلبه رغم أن كثيرين حاولوا ذلك جاهدين. و استمر الحال هكذا
حتى اليوم الذي أخبر فيه الحرس الحاكم أن هناك شخصا واقفا أمام باب قصره و معه
كيسا كبيرا مملوءا بالفئران فأمر الحاكم بدخوله فورا.
اندهش الحاكم الظالم
بنجاح الرجل و قال له هنيئا لك فقد صرت وزيري و المستشار الأول في المملكة لكن
اخبرني كيف أتيت بالفئران في كيسا إلى هنا دون أن يقرضوا الكيس و يفروا هاربين؟
فأجاب الرجل الخبيث
قائلا: الأمر كان بسيطا يا سيدي, فأنا منذ أن بدأت أن أجمع الفئران إلى أن أتيت
بهم هنا لم أكف عن أن أهز الكيس هزا شديدا, فكانت الفئران تقرض بعضها بعضا و قد
نسوا أنهم جميعا في سجنٍ واحدٍ كبير. و هاهي الفئران أمامك يا سيدي و قد أنهكت
قواها ..