ما زلنا على قيد الحياة

الأربعاء، 29 ديسمبر 2010

نيكولاس أشهر متحدي الإعاقة في العالم : لست «سوبر مان».. والعزيمة أنقذتني من «الانتحار»



الحب أقوي من كل القوانين.. هكذا عبر نيكولاس الشاب الأسترالي المعاق، ٢٥ عاماً الذي أصبح رئيساً لمجلس إدارة شركتين من كبري المؤسسات الأمريكية عن شعور المعاقين الذين يحتاجون حباً واهتماماً، أكثر من حاجتهم إلي قوانين..

أكمل تعليمه حتي حصل علي شهادتي دكتوراه، رغم فقدانه ذراعيه وساقيه، والتقته «المصري اليوم» أثناء زيارته مصر، ضمن جولة حول العالم.
* من هو نيكولاس؟
اسمي نيكولاس، أسترالي الجنسية، وأعيش في أمريكا، درست إدارة الإعلام، وحصلت علي الدكتوراه في العقارات، وإدارة الإعلام، وحولت حياتي من حياة دون أطراف إلي حياة بلا حدود.
* كيف تغلبت علي إعاقتك لتصبح رئيساً لمجلس إدارة شركتين في الولايات المتحدة؟

لدي إيمان قوي، ولا أعرف اليأس أو الملل، وقررت ألا تقف إعاقتي عائقاً أمامي لتغيرني، وتعلمت أنني لست وحدي ذا إعاقة فجميع البشر لديهم إعاقات، فالخوف إعاقة، والخجل إعاقة، والتردد إعاقة، 
والكمال لله وحده، ولكن «الأمل والثقة والإرادة» هي الأشياء الأساسية التي يجب أن يحصل عليها الشخص السوي في حياته، وهذه الأشياء لا فرق فيها بين معاق وغيره، وهي أشياء لا تشتري من السوق.
* معني ذلك أن اليأس لم يعرف طريقاً لحياتك؟

حين كان عمري «٨ سنوات» حاولت الانتحار، لأنني شعرت بأني وحيد، كنت أبحث عن شخص واحد لديه مثل إعاقتي، ليشعر بألمي ويخفف عني، ولكن أبي وأمي كانا معجزة حياتي، قالا لي إن الحياة اختياران «إما المحاولة أو اليأس والفشل»، 
وأوقات كثيرة يسألني البعض، كيف تضحك وأنت في هذه الحالة، وتكون إجابتي أني مستمتع بإعاقتي، وأستطيع أن أفعل كل ما يقوم به الأصحاء، تعلمت السباحة، وركوب الخيل، وألعب كرة القدم والجولف، وأستطيع القراءة والكتابة علي الكمبيوتر.
* ما التحديات التي واجهتك؟

أنا لست «سوبر مان»، ومن الطبيعي أن تواجهني الكثير من الصعوبات، وفي عام ١٩٩٠ غيرت الحكومة الأسترالية القانون، ولم يسمحوا للأطفال المعاقين بالذهاب للمدارس العادية، ولم تدفع أي مساعدات مالية لوالدي لمساعدتي علي إكمال تعليمي، ولكن أهلي قرروا أن يتكبدوا عبء مصاريف مدرس خاص لي، لأستكمل تعليمي من المرحلتين الابتدائية والثانوية.
* كيف استطعت أن تستكمل تعليمك في الجامعة؟

في الجامعة المصروفات غالية جداً وأهلي كانوا لا يقدرون علي دفعها بمفردهم، لذا قامت إحدي الشركات الخاصة بمساعدتي علي استكمال تعليمي.
* لماذا لم تفكر في تركيب أطراف صناعية، بعد أن أصبحت غنياً؟

لأنني عندما كان عمري ٨ سنوات كان وزني ٢٤ كيلو جراماً، وجسدي لم يتحمل ثقل الأطراف الصناعية.
* ولدت في أستراليا، فكيف لم يعرف الأطباء قبل ولادتك أنك معاق؟

الغرب ليس كله ذهب، وقالت لي أمي إنها عملت «سونار» ولكن لم يظهر فيه أني دون أطراف.
* ماذا كان رد فعل والديك عندما ولدت؟

أمي أصيبت بخيبة أمل لمدة ٤ شهور لتقبل الموضوع، وتتخلص من الصدمة والإحساس بالذنب، وكانت دائماً تلوم نفسها لأنها جاءت بي معاقاً، خاصة أن الأطباء قالوا إنه من المستحيل أن أتحرك بمثل هذه الإعاقة، لكن والدي الذي كان يعمل قسا بالكنيسة كان مؤمناً بالله، يعلم أن الله لديه حكمة في ذلك، وشجع والدتي علي تخطي هذه المحنة، 
وأعظم شيء فعلاه أنهما كانا يعاملانني مثل أخي وأختي، ولم يفرقا في المعاملة بيننا علي الإطلاق، ودائماً كانا يقولان لي «نظرتك لنفسك.. هي ما تجعل الآخرين ينظرون لك».
* «نيك».. هل هناك شيء كنت تحلم به ولم تستطع عمله بسب إعاقتك؟
كان نفسي أقود سيارة، وأنوي هذا العام أن أتعلم قيادة السيارات، وأستطيع أن ألعب ب «سكيت بورد» وأن أركب خيلاً، وأقود «لانش»، وكل شيء.
* لماذا تزور مصر الآن؟

زيارتي لمصر ضمن جولة حول العالم أحمل فيها رسالة تشجيع للمعاقين تقول: «لا للخوف، الثقة بالنفس، الشجاعة، والتغلب علي الصعوبات»، وقمت بزيارة ٢٢ دولة حول العالم زرنا فيها المدارس والسجون والملاجئ والمستشفيات.

* كم دولة عربية زرتها؟

مصر أول دولة عربية أزورها ضمن جولتي، لأنني عندما كنت أدرس التاريخ في المرحلة الابتدائية، كانت كل أبحاثي في التاريخ عن أهرامات الجيزة، ويسحرني بناؤها، لذا قررت أن تكون أولي جولاتي في المنطقة العربية لشعب مصر العظيم ليتعرفوا علي رجل دون أطراف ويستطيع أن يعيش دون يأس.

* ماذا بعد الزيارة، وما هي مشروعاتك المستقبلية لمصر؟

أثناء زيارتي سأحاول أن أركز في البداية علي عمل ورش عمل للمعاقين والعاملين بالإعاقة، لمعرفة احتياجات المعاقين وكيفية تمكينهم، من خلال التنظيم مع الإعلامية إيفت البياضي وندي ثابت، رئيس مجلس إدارة قرية الأمل للمعاقين،


ولدي مؤسسة في أمريكا اسمها «جون وأصدقاؤه» تعمل مع البيت الأبيض ولها تواصل مع الحكومات المختلفة، لتوصيل صوت المعاقين في جميع أنحاء العالم، ويتم من خلالها التواصل مع أعضاء الهيئات والجمعيات العاملة والمهتمة بمجال الإعاقة.


الان وبعد ان تعرفنا علي هذة المعجزة يجب ان ننظر للحياة بعين اخري
عين الامل والتفاؤل وان ليس يوجد شئ اسمة المستحيل ابداطالما اننا نثق بالله
تمنياتي للجميع بالنجاح والسعادة

الثلاثاء، 28 ديسمبر 2010

فتاة مصرية معاقة تفوز بلقب أصغر مبرمجة في العالم

رغم أن العمر العقلي للفتاة المصرية رانيا صالح (15 عاما) لا يتجاوز ثلاث سنوات ونصف، إلا أنها نجحت في تحدي هذه الإعاقة الذهنية وتصبح أحد أصغر المبرمجين في العالم وفقا لسنها العقلي.

فقد استطاعت رانيا أن تنافس المتخصصين في صناعة البرمجيات، لتحصد العديد من الجوائز المحلية والعربية، وتمثل بلادها في مؤتمرات دولية لمنظمة الصحة العالمية.

وجاءت قصة اكتشاف موهبة “رانيا” عندما اصطحبها والدها -الذي يعمل كهربائيا- إلى أحد مقاهي الإنترنت في مدينة بلبيس (شمال شرق القاهرة) حيث تقيم، فما كان منها إلا أن بدأت تلعب بأجهزة الكمبيوتر بشكل عفوي مع بعض الأطفال، فظهرت مهارتها في تعلم خطوات تشغيل الكمبيوتر والتعامل مع برامجه.

لاحظ الأب تعلق ابنته بالكمبيوتر، فحرص على اصطحابها إلى مقاهي الإنترنت بشكل مستمر لتلعب كأقرانها من الأسوياء، ولكنه فوجئ ذات مرة بأحد العاملين بالمقهى يخبره بأن ابنته –المتأخرة عقليا– تجيد التعامل مع الكمبيوتر وتتعلمه بسرعة تفوق الأطفال الأسوياء، بل وتبحث في برامج الجهاز لتصمم ابتكارات خاصة بها.

لم يصدق الأب البسيط ما سمعه عن ابنته، وهو ما وصفه بالقول: “كدت أسخر مما يقوله عامل مقهى الإنترنت عن ابنتي، فكنت أعتقد أن تعلقها بالكمبيوتر فقط من أجل رؤية الصور والرسوم المتحركة، ولم أصدق ما قاله إلا عندما رأيتها بنفسي تتعامل بمهارة مع الحاسوب؛ فقررت أن أشتري لها جهازا خاصا بها في المنزل حتى لو اقترضت ثمنه”.
حصاد التفوق

بالفعل تعلمت “رانيا” العديد من برامج الكمبيوتر في وقت قصير جدا، لتبدأ مرحلة جديدة في حياتها شعارها “التفوق على الإعاقة”، فدخلت عددا من المسابقات المحلية والعربية المتخصصة في برمجة الكمبيوتر، حصلت فيها على العديد من شهادات التقدير والميداليات، كما قامت بتصميم وابتكار برامج تعليم الحروف والأرقام العربية والإنجليزية لرياض الأطفال الصالحة للتدريس في المدارس.

ومنذ عام 2006 و”رانيا” تفوز سنويا بمسابقات المبرمج الصغير على مستوى دولتها، ومثلت مصر في مؤتمر منظمة الصحة العالمية لتبادل الخبرات الدولية لذوي الاحتياجات الخاصة في عام 2007، واستطاعت في هذا المؤتمر تصميم برنامجين خلال خمس دقائق وسط اندهاش الحاضرين.

وشاركت كذلك في معرض القاهرة الدولي لتسويق برامج الحاسب الآلي في عام 2007 ومعرض القاهرة الدولي لكتاب الطفل ومؤتمر مبادرة التعليم المصرية الثاني.

وفازت في مسابقة المبدع العربي الصغير في النشر الإلكتروني التي ينظمها الاتحاد العربي للنشر الإلكتروني على مستوى الوطن العربي هذا العام، وشاركت كذلك في معرض القاهرة الدولي الرابع عشر لكتاب الطفل.
حلم جينيس

ورغم أن “رانيا” تلميذة بالصف الخامس الابتدائي بمدرسة خاصة للمعاقين ذهنيا، إلا أنها غير منتظمة بها لعدم وجود مناهج دراسية خاصة بالحاسب الآلي لمثل هذه الفئة من الأطفال. بينما تعمل كمدربة متطوعة في “مركز سوزان مبارك الاستكشافي للعلوم” في بلبيس لتدريس الكمبيوتر لمن هم في مثل حالتها العقلية وللأسوياء أيضاً.

ومع هذا النجاح الذي حققته، يحلم والد “رانيا” بأن تحظى ابنته بمنحة دراسية أو برنامج تعليمي خاص يطور من إمكانياتها في هذا المجال، خاصة أنها أصبحت تتنافس مع المتخصصين في صناعة البرمجيات.

كما يحلم بانضمامها إلى “موسوعة جينيس للأرقام القياسية” باعتبارها أصغر طفلة في العالم -معاقة ذهنياً- تجيد تصميم برامج الحاسب الآلي، بل وأصغر مدربة في هذا المجال.

الاثنين، 27 ديسمبر 2010

هيئة شباب كلنا الاردن.. شكرا

عمر حربي العشوش 

تختلج كلمات كثيرة وجميلة في القلب ، كلمات مليئة بعظم الفخر والاعتزاز والثناء تزجي تقديرها وشكرها لجهود هيئة شباب كلنا الاردن لجسدها الممتد في كل ارجاء الاردن الطيب ، هذا الجسد الشبابي الذي اكتمل نموه ليبادل الوطن معاني الوفاء والعمل والانجاز ويرسم بطاقات شبابه وأبنائه صورة مشرقة لنشامى الاردن وهم يجسدون بعطائهم وهاماتهم فعلا وطنيا مؤثرا يخاطب تحولا جديدا في الفكر التنويري والحضاري لدور الشباب في مناحي الحياة العامة ويخلق حالة من الحراك المجتمعي قوامه الشباب وعماده الاساسي المشاركة والتفاعل من مسارات أن يكون الشباب مشاركين لا مشاهدين لجهود التنمية الوطنية الشاملة.
والمطلع على مبادرات الهيئة وبرامج عملها يلحظ مدى التكاملية والتشاركية والمنهجية والمدخلات المتنوعة لقنوات التشبيك والشراكات التي بنتها الهيئة مع العديد من الاجهزة ومؤسسات المجتمع المدني بهدف تعزيز قدرتها في زيادة التواصل والتناغم مع شباب الاردن وتلبية احتياجاتهم من البرامج ورغباتهم من الانشطة والمبادرات التي تركز بداية على الشاب نفسه وصقله وتعزيز الفرص والامكانيات وجعله أكثر وعيا وادراكا بالبيئة المحيطة والتحديات الوطنية والخارجية وتسليحه بالمعلومات والمهارات الحياتية الهامة ، انتهاء بالتفاعل الواعي والمسؤول والحضاري مع أركان المجتمع المحلي.
ولعل المشاركة الشعبية المقطوعة النظير للشباب الاردني في التطوع والمتابعة والحرص الحقيقي للاستفادة من الطروحات والمبادرات لهيئة شباب كلنا الاردن وحجم الشراكات وقنوات التواصل التي تحققت في السنوات الماضية تؤشر بشكل واضح على النجاح الكبير الذي رسمته الهيئة على خريطة العمل الوطني ، والتي ترسخ القناعة لدور ورسالة ورؤية الهيئة في أذهان الاردنيين ، وسرعان ما جاء ثمارها وفيرا انعكست على قدرة الشباب الاردني في أخذ دوره الريادي والفاعل كشريك اساسي في دفع عجلة البناء والاعلاء لاردننا العزيز ، وما انعكس على واقع المجتمع الاردني من ايجابيات وبرامج عمل كانت محط تقدير واعجاب الجميع.
لقد اتيحت لى الفرصة اليوم لاقول.. شكرا ، وكذلك شكرا نيابة عن ملايين السواد الاعظم من شعبنا الغالي الذين لم تتح لهم فرصة ليقولوا شكرا ، ويكنون مثلي كل الثناء والولاء والانتماء لصاحب الرؤية والمعلم الاول الذي يرانا ويعول علينا "فرسان التغيير وقادة المستقبل المشرق" جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين.

انتهاك حقوق المعاقين


العمل والتعليم أكثر حقوق المعاقينانتهاكا 
* تضارب قانوني في نسبة تشغيل المعاقين
* صعوبات تعترض المعاقين في المدارس والتربية تعد خطة خمسية لتهيئة بيئة مناسبة
* 40٪ نسبة البطالة بين المعاقينوافتقار لأدوات الكشف المبكر عن الإعاقة 
تحقيق - سمر حدادين 

تقدم لوظيفة معلن عنها بالصحف المحلية للعمل في مؤسسة بالقطاع الخاص، واجتاز الامتحان بمراحله كاملة ومنها المقابلة الشخصية، لكنه لم يحصل على الوظيفة.. والسبب لأنه من ذوي الإعاقات.
«مؤنس» تقدم للوظيفة وفق الشروط المعلن عنها التي استوفاها، وفوق ذلك حظي بإعجاب رب العمل، إذ قال له أنت مناسب لهذه الوظيفة.
بيد أن صاحب العمل سرعان ما غير رأيه عندما همّ بالمغادرة، واستدرك قائلا «إنس الموضوع»، لماذا؟ لأنه يعاني من إعاقة في رجله من الولادة «أعرج»، وخاطبه دون تردد أن «الوظيفة لا تناسبك».
تقدم مؤنس إلى المركز الوطني لحقوق الإنسان بشكوى بما حصل معه، للوقوف بوجه مثل هذه الانتهاكات بحق الأشخاص ذوي الإعاقة، ومنعا لتكرارها مع غيره.
ما واجهه «مؤنس» مع هذه المؤسسة يشي بـ«جهل المجتمع» بحقوق الشخص المعاق، وتمتعه بكامل الأهلية القانونية.
وتعكس الصورة النمطية غير السوية التي يتعامل بها المجتمع معالمعاقين باعتبارهم فئة غير مؤهلة وغير قادرة على العمل، ما يحرمهم من حقوقهم التي نص عليها الدستور كمواطنين، ويخالف الاتفاقيات الدولية ونصوص القوانين. 

وحق العمل من أكثر الحقوق الواردة في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة انتهاكا، ، وفق رئيسة وحدة الرصد والشكاوى بالمركز الوطني لحقوق الإنسان المحامية كريستين فضول. 
وبينت فضول أن مشروع رصد الانتهاكات المتعلقة باتفاقية حقوقالأشخاص ذوي الإعاقة، رصد (68) انتهاكا بمختلف الحقوق، وكان حق العمل أكثرها انتهاكا.
وترى فضول أن على أصحاب العمل إعطاء فرصة للمعاقين بتشغيلهم، وإذا أثبتوا بعد التجربة كفاءة كالشخص غير المعاق يتم تثبيته، خصوصا أنه من شروط العمل فترة التجريب، التي تعطي الحق لصاحب العمل إنهاء خدمات الموظف خلال ثلاثة شهور إذا ثبتت عدم كفاءته.
وتشير أرقام المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعاقين أن نسبة البطالة في صفوف المعاقين تصل إلى 40% رغم أن قانون حمايةحقوق المعاقين لعام 2007 يعاقب المؤسسات التي يثبت أنها رفضت تشغيل شخص بسبب الإعاقة.
وتعاقب المادة (12) من القانون مؤسسات القطاع الخاص التي يثبت امتناعها عن تشغيل المعاقين، بدفع غرامـــة ماليـــة لا يقل مقدارها عن ضعف الأجرة الشهرية للحد الأدنى لعدد المعوقين المترتب عليها تشغيلهم خلال السنة، وفي حال تكرار المخالفة تضاعف الغرامة.
لكن لا يمكن إثبات أن سبب رفض المؤسسة التشغيل هو الإعاقة، حتى أمام القضاء وفق ما قال مدير التدريب والتأهيل المهني والتشغيل في المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعاقين محتسب بني علي.

2 أم 4 بالمئة؟ 
مدير مديرية شؤون العمال والتشغيل في وزارة العمل عدنان ربابعة بين أن الوزارة بحكم القانون مسؤولة عن تشغيل المواطنين بمن فيهم المعاقون، إذ ينص القانون على تشغيل ما نسبته 2% في المؤسسات الخاصة.
وأشار إلى أن المديرية عممت على مفتشي الوزارة للتفتيش على الشركات وحصر عدد الأشخاص المعوقين فيها والظروف التي يعملون فيها. وحض المؤسسات التي لم تتقيد بالقانون على تشغيل ذوي الإعاقات في حالة توفر شواغر.
وبين أن الوزارة تحرر مخالفات للمؤسسات التي يثبت عدم تقيدها بالقانون، منوها أن دورهم إرشادي أكثر من فرض الأمر على المؤسسات، وطالب بتوسيع الصلاحيات ليتسنى لهم إجبار القطاع الخاص على تشغيل الأشخاص المعوقين وفق القانون.
بني علي لاحظ أن الفقرة (جـ) من المادة الرابعة من قانون حمايةحقوق الأشخاص المعاقين تلزم بتشغيل ذوي الإعاقة في المؤسسات التي يصل عدد عمالها إلى 50 عامل بنسبة 4% 
غير أن بني علي يلفت إلى أنه لا توجد قوة تجبر صاحب العمل على تشغيل الأشخاص المعاقين إذا لم تترتب عنده قناعة بأن المعاق إنسان كامل الأهلية ولديه قدرة على العمل مثل غير المعاق، برغم من أن القانون يعاقب المؤسسات التي ترفض التشغيل، إذا ثبت مخالفتها للقانون.
وبرأيه يمكن تقليص بطالة المعاقين وتوسيع نسبة تشغيلهم «إذا أصبح أصحاب القرارات بالمؤسسات على درجة كافية من الوعي لمفهوم «حق الأشخاص بالعمل»، وليس من باب إنساني بل حق مكرس بالقانون».
وتؤيد فضول وجهة النظر القائلة أن التعامل مع المعاق ينبغي أن يكون بالدرجة الأولى من «منظور حقوقي وقانوني وليس إنساني استجدائي»، لافتة إلى أن الاتفاقية الدولية الخاصة بالأشخاصالمعاقين تتحدث عن المعاق كشخص وليس مريض، له حقوق وعليه واجبات.
وأُقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في كانون أول 2006 اتفاقيةحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وكان الاردن من أوائل الدول التي انضمت للاتفاقية، والتزم باتخاذ الخطوات القانونية في التوقيع والتصديق على هذه الاتفاقية ووضعها موضع التنفيذ، إذ أصدر قانون حماية حقوقالمعاقين عام 2007 
وتبنت الاتفاقية النظرية الاجتماعية للإعاقة التي ترى الإعاقة في الحواجز البيئية وليست في العاهة الجسدية أو الحسية.
ولفت بني علي إلى انه خلال عام 2009 تم تشغيل 154 شخصاً من ذوي الإعاقة عبر ديوان الخدمة المدنية، منهم 64 إناثاً والباقي ذكور، فيما تم توظيف 130 شخصاً من ذوي الإعاقات من حملة الدبلوم والبكالوريوس عبر مجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعاقين، في مؤسسات القطاع الخاص.
لكن هذا الرقم «لا يكفي» وفق بني علي الذي يرى انه يتحتم على مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام أن تتعاون معا لتزرع بذرة «التعامل مع ذوي الإعاقة من منظور حقوقي وقانوني وليس إنساني يثير الشفقة»، بما يؤهل المجتمع بقطاعاته المختلفة لإدماج أصحاب الإعاقات في سوق العمل والمكونات الاجتماعية للمجتمع.
ويشدد بني علي ضرورة تعديل التشريعات لتتواءم مع اتفاقية حقوقالمعاقين ومع قانون حماية الأشخاص المعاقين.
ويوضح أن قانون حماية الأشخاص المعاقين ينص بالمادة (4) على تشغيل ذوي الإعاقة بنسبة 4% في المؤسسات تمشيا مع ما نصت عليه الاتفاقية التي نصت على تشجيع عمالة الأشخاص ذوي الإعاقة في القطاع الخاص عبر انتهاج سياسات واتخاذ تدابير مناسبة.
بالمقابل فإن نظام الخدمة المدنية بالمادة (28) نص على تعيين الحالات الإنسانية وقسمها لأربع فئات من ضمنها الأشخاص ذوو الإعاقة وخصص لها نسبة 6%، ما يعني وفق بني علي أن حصة المعاقين تصل إلى 5و1% مطالبا بتعديل التعليمات بما يتفق مع قانون الأشخاص ذوي الإعاقة.
وبين أن المجلس الأعلى خاطب ديوان الخدمة المدنية لتعديل المادة المذكورة بحيث يخصص لذوي الإعاقة نسبة 4% بدون التنافس مع الفئات الأخرى.
وطالب أيضا بتعديل المادة (13) من قانون العمل التي تنص على تشغيل 2% من ذوي الإعاقات في المؤسسات التي يصل عدد العاملين فيها إلى 50 عاملا، لتصبح النسبة كما في قانون حماية الأشخاص ذوي الإعاقة، أي 4% .

القناعة بأهلية المعاق
وتقف عدم القناعة بأهلية المعاق عند أصحاب العمل في القطاع الخاص وأصحاب القرار في القطاع العام، أهم معضلة أمام تشغيل الأشخاص المعوقين، وفقا لبني علي.
ومن الأسباب التي تحول دون تشغيل المعاقين وفق الاستراتيجية الوطنية ، قلة التسهيلات البيئية من حيث حرية الحركة والتنقل والتعديلات على مداخل مواقع العمل بما يتناسب واحتياجات الأشخاص المعوقين.
إلى جانب تخوف أصحاب العمل من حدوث أية إصابات للأفراد المعاقين، أو أية مضاعفات نتيجة لنقص السلامة العامة في موقع العمل تلزمهم بدفع تعويضات مالية كبيرة.
لكن بالمقابل فإن المعاقين أنفسهم يصعبون مهمة الجهات التي تساعدهم على الحصول على الوظيفة، فهم وفق بني علي يفضلون العمل بالقطاع العام باعتباره يتمتع بالأمان الوظيفي، ما يقلل فرصة حصولهم على وظيفة.
ودعا المعاقين إلى أن يتدربوا على كيفية تسويق انفسهم بطريقة أفضل، وقبول بالفرص الوظيفية المتاحة بالقطاع الخاص، مشيرا على أن المجلس العلى اشترك بمعرض الوظائف الذي أقيم عام 2009 لإتاحة الفرصة للإطلاع الوظائف المتوفرة.
وبخصوص المعاقين غير المؤهلين ولا يحملون شهادات أكاديمية، بين بني علي أنه لمساعدتهم وقع المجلس الأعلى اتفاقية مع مؤسسة التدريب المهني لتريب الراغبين منهم علة مهنة تؤهلهم للحصول على وظيفة.
وأشار إلى أنه لتنفيذ الاتفاقية جرى تأهيل عدد من مراكز التدريب لاستقبال المعاقين من حيث البيئة والمبنى والمدربين والأجهزة ووسائل السلامة في أربع محافظات بإقليم الوسط وهي عمان والسلط ومادبا والزرقاء، كما أعدت دراسة لتحديد الاحتياجات التدريبية للمعاقين.
ونوه أنه تم تدريب خلال العام الماضي نحو (250) معاقاً في مراكز التدريب، لكن المعضلة بالتدريب أن الشخص المعاق يربط ما بين التدريب والحصول على وظيفة.
وتبين الإحصاءات أن 9و11% من المعاقين، ممن أعمارهم 15 سنة فأكثر ، يعملون، (نسبة 4و80% منهم يعملون بأجر)، وأن 5و5% منهم على مقاعد الدراسة. وبلغت نسبة البطالة بين أفراد قوة العمل منالمعاقين 5و39%.

حق التعليم 
أبرز مشكلة تواجه حق التعليم للأشخاص المعاقين هي عدم وجود أدوات للكشف المبكر والتشخيص الإعاقة، ما أدى إلى تأخر تحديد فيما إذا كان الطفل يعاني من إعاقة أم لا، وهذا بالمحصلة يؤثر على فرصته بالتعلم.
وتؤكد هذا الأمر والدة طفل يبلغ من العمر 11 عاما كان يدرس في مدرسة خاصة كبقية أشقائه لكن عدم قدرة المدرسين والمدرسة التعامل معه ومعرفة أنه يعاني من صعوبة بالتعلم أخر تحصيله وجعله متأخرا عن أقرانه.
وقالت أن طفلها «أيمن» ليس الوحيد الذي يعاني فثمة أطفال في مدارس حكومية يوصمون بأنهم «كسالى» ولا أحد يكترث بهم ، غير أن حقيقة الأمر انهم يعانون من إعاقة جعلتهم غير متلائمين مع المنهاج والطلبة.
وأشارت إلى أن ثمة أهالي غير قادرين على إلحاق أبنائهم بمدارسخاصة بهذه الفئة يجبرون على البقاء بالمنزل، فهم من جهة لا يستفيدون، ومن جهة أخرى يلاحقون بنظرات العار من أقرانهم والمحيطين بهم.
وطالبت بالدمج الحقيقي لهؤلاء الطلبة في المدارس أو تخصيص مدارس تستقبل هذه الإعاقات.
وتشير الأرقام إلى تدني نسبة المستوى التعليمي لدى الأشخاص المعاقين، إذ بلغت نسبة من هم دون الثانوية العامة (2و78%) ونسبة المؤهلين أكاديمياً (9و5%) فرداً من مجموع المعاقين، على ما جاء بالاستراتيجية الوطنية.

الكشف المبكر للإعاقات
عدم وجود أدوات للكشف المبكر عن الإعاقة، وفق الاستراتيجية الوطنية، حال دون الوقوف على الأعداد الحقيقية للطلبة المعاقينالموجودين بالفعل على مقاعد الدراسة من مختلف الفئات السمعية والبصرية والحركية والمعاقين عقلياً من الفئات البسيطة والمتوسطة وبطيئي التعلم.
ومن التحديات في هذا المجال قصور برامج التربية الخاصة في مجال تعليم فئة بطيئي التعلم، والتعامل معهم ضمن فئة صعوبات التعلم.
وتؤكد خبيرة في التربية الخاصة، رفضت نشر، اسمها ما جاء بالاستراتيجية وما قالته ام أيمن من حيث ضعف التشخيص المبكر عن الإعاقات، وتزيد بالتنبيه إلى أن عدم توزع مراكز التربية الخاصة جغرافياً بصورة صحيحة ترهق الشخص المعاق وأسرته بالتناقل، وتطالب بأن يكون على الأقل مركز بكل محافظة لخدمة المعاقين.
الخبيرة ذاتها، وهي تعاني من إعاقة بسيطة، بينت أن مدارس وزارة التربية والتعليم «غير مؤهلة بشكل كاف لدمج الطلبة المعاقين فيها»، علاوة على أن المدرسين «غير مدربين كما يجب للتعامل معهم»، ما يؤدي في أحيانا كثيرة إلى «إقعاد المعاق في المنزل لتضرره النفسي من سوء المعاملة التي يلاقيها من المعلمين والطلبة معا».
ويبين مدير مديرية التشخيص والمعايير والاعتماد في المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين محمد المهيدات، أن أبرز المشاكل التي تواجه حق التعليم هي «التشخيص المبكر وإعداد وتدريب الكوادر، وضرورة إجراء تعديلات على الامتحانات».
وزارة التربية والتعليم تقول من جهتها أنها تنفذ لمساعدة الأطفال الذين يعانون من بطء بالتعلم، برنامج غرف مصادر صعوبات التعلم، ويحوي حوالي (500) غرفة، وبرنامج الدمج الجزئي (صفوفا خاصة ضمن إطار المدرسة العادية): وتشمل صفوف الطلبة الصم وصفوف الطلبةالمعاقين عقلياً.
يشار إلى أن عدد المؤسسات العاملة في مجال التربية الخاصة بلغ 163 مركزاً ومؤسسة ومدرسة في جميع إنحاء المملكة.
ويرى المهيدات أن التربية والتعليم تبذل جهودا واضحة في هذا المجال ولخدمة ذوي الإعاقة البصرية والسمعية، بيد أن موضوع إصلاح التعليم بحاجة للتركيز أكثر والتعاون بين الوزارة والجهات الأخرى.
ولفت إلى أن الوزارة توفر غرف مصادر لصعوبات التعلم، لكنها تحتاج إلى إعادة النظر بالخدمات التي تقدم، وتأهيل وتطوير قدرات المعلمين فيها، إلى جانب ضرورة زيادة عدد الكوادر في الوزارة والمديريات لتفي بالغرض.
وأشار إلى أن الاستراتيجية الوطنية تركز على الدمج وتطوير المدارس كي تكون ملائمة لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة، بيد أن الدمج وفق المهيدات يواجه معضلة أن المباني والتسهيلات غير ملائمة.
فضول أشارت من جهتها إلى أن وزارة التربية والتعليم استطاعت مواءمة مدارس بيئيا للإعاقة الحركية، كصعود الدرج ودخول الحمام وغيره.
لكنها تلفت إلى أن هذه المدارس لا تزال غير مؤهلة لاستقبال الطلبة ذوي الإعاقة، مشيرة إلى «مؤسسات تعليمية في الزرقاء على سبيل المثال، ليس فيها مداخل ومخارج للطلبة المعاقين». 
وبخصوص الإعاقات الأخرى بينت فضول انه يتوفر فقط مدرستان اثنتان في عمان للإعاقة البصرية، وهذا يكبد أهل الجنوب والشمال معاناة نقل أولادهم المعاقين.

خطة خمسية للتربية 
في المقابل بين مدير ادارة التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم الدكتور فريد الخطيب أن ثمة خطة لدمج الطلبة المعاقين، حيث تضمنت الخطة الاستراتيجية لوزارة التربية والتعليم محوراً رئيساً في هذا الموضوع، اشتمل على العديد من الأنشطة والفعاليات.
ويضيف أن الوزارة «ستعمل على توفير أبنية مدرسية ذات مواصفات تربوية تلبي احتياجات الطلبة المعوقين، وتمتد هذه الخطة حتى عام 2016 انسجاماً مع ما ورد بالاستراتيجية الوطنية لشؤون الأشخاص المعوقين».
ويلفت إلى أن الوزارة اشترت خمسين حافلة لتأمين نقل الطلبة المعاقين.
ويقول الخطيب إلى أن الوزارة «تهيئ وباستمرار المدارس للطلبةالمعاقين حركيا، عبر تعديل مداخل المدارس وتوفير حمام خاص ووضع صفوف المعاقين في الطوابق الأرضية بعيدا عن الأدراج».
وتابع أن الوزارة وفرت الوسائل التعليمية والأجهزة التي تسهل على المعاق التعلم والالتحاق بالمدرسة النظامية، مثل طباعة المناهج بطريقة برايل للمكفوفين لجميع الصفوف، وتوفير الآلات الطابعة للمكفوفين وكذلك الكراسي المتحركة للمعاقين حركيا والمشايات، والنظارات الطبية والسماعات...الخ ..
وأوضح أن خطة التطوير التربوي للسنوات الخمس القادمة تضمنت بعدا رئيسيا للتربية الخاصة وخدماتها.
وبخصوص المدرستين اللتين في العاصمة تخدم وفق الخطيب جميع مناطق المحافظة ولا يوجد أي طالب أصم وفي سن المدرسة خارج التعليم، أما بالنسبة للطلبة الذين لا يتمكنون من الالتحاق بإحدى هاتين المدرستين فان الوزارة تفتح صفوفاً لهم ضمن إطار المدارس القريبة من أماكن سكنهم وتوفر لهم الكوادر المطلوبة.
يشار إلى إن هناك عشر مدارس للطلبة ذوي الإعاقة السمعية موزعة على مختلف مناطق المملكة وتخدم أكثر من 800 طالب وطالبة.
أما بالنسبة للمدارس الخاصة بالإعاقة البصرية بين الخطيب أنه لا يوجد مشكلة في توفير مدارس في أي منطقة بالمملكة، لكن يعتمد ذلك على توفر العدد الكافي للاستحداث حيث أن الطلبة الملتحقين حالياً في القسم الداخلي لا يزيد عددهم عن 40 طالبا من مختلف المحافظات، ما يعني أن الأعداد غير كثيرة ممن هم في سن الالتحاق بالمدرسة، ومع ذلك هناك عطاء سيطرح العام الحالي لإنشاء مدرسة في اربد لتخدم إقليم الشمال رغم قلة الأعداد المتوفرة.
ولا يرى الخطيب أن ثمة مشكلة حقيقية في تدريب وتأهيل الكوادر، مشيرا إلى أن الوزارة تنتهج سنوياً خطة لتدريب كوادرها للتعامل مع الطلبة المعاقين، وأنه جرىتدريب أكثر من 500 معلم في الأعوام الثلاثة الماضية على مهارات مختلفة لتمكينهم من التعامل مع الطلبة المعاقينعقليا أو حركيا أو المكفوفين أو الصم أو ضعاف البصر أو ذوي صعوبات التعلم.
وأشار إلى أن الوزارة تستحدث مراكز وظيفية في مديريات التربية والتعليم لتعيين المؤهلين من حملة التربية الخاصة، وتبتعث سنويا أعدادا من المعلمين إلي الجامعات للحصول على الدبلوم العالي في صعوبات التعلم، وهناك كثير من مؤسسات المجتمع المحلي والمؤسسات الوطنية تتعاون مع الوزارة وتعمل على الإسهام في تدريب الكوادر فيها، مثل المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعاقين، وجمعية الصداقة للمكفوفين والمنظمات الدولية في الاردن.
وفضلاً عن ذلك فان مشروع التطوير التربوي للسنوات الخمس القادمة للوزارة تضمن بعدا واضحا لتدريب الكوادر على التعامل مع الطلبة المعاقين.
ونوه الخطيب أن الوزارة تقدم لطلبتها المكفوفين المنهاج الرسمي بطريقة برايل من الصف الأول الأساسي وحتى الثاني عشر، كما تدعم هذا المنهاج بالوسائل التعليمية التي تساعد الطلبة على فهم المنهج واستيعابه.

تحديات وصعوبات 
ورغم هذه الخطط والبرامج تنفذها الوزارة أو ستنفذها، إلا أن ثمة صعوبات وتحديات تواجه حق التعليم تناولتها الاستراتيجية الوطنية، منها في مجال الأبنية المدرسية وبرامج الدمج، فالمدارس المستأجرة، وعدم تلبيتها لاحتياجات المعاقين، وقصور برامج التربية الخاصة في مجال تعليم فئة بطيئي التعلم، والتعامل معهم ضمن فئة صعوبات التعلم، وقصور برنامج التحاق الأطفال المعاقين في مرحلة رياض الأطفال ودمجهم، وقصور برامج الإرشاد التربوي الحالي في تناول مشكلات المعاقين وإرشادهم هم وأسرهم، وعدم كفاية البرامج التربوية والتعليمية لجميع الإعاقات.
وأشارت الاستراتيجية إلى انه في مجال إعداد وتدريب الكوادر وحفزها للاستمرار بالعمل، نواجه نقصاً في الكوادر المؤهلة في مجالات الإعاقة وتسربها إلى خارج البلاد، وضعف مستوى خريجي الجامعات من حملة البكالوريوس للتعامل مع الأشخاص المعاقين وخاصة في معرفة لغة الإشارة وطريقة برايل.
وبعض العاملين في برامج التربية الخاصة (كالعاملين مع الصم) يحصلون على صعوبات عمل أو مكافآت، بينما غيرهم (كالعاملين مع الإعاقات العقلية، أو المكفوفين، أو البرامج الأخرى) لا يتوفر لهم ذلك.
أما في مجال التسهيلات البيئية فالصعوبات تتمثل بعدم توفير وسائط النقل الحديثة والكافية في مدارس التربية الخاصة، وبعدم توفير كتب بطريقة برايل في مكتبات المدارس. وعدم مرونة وتكييف المناهج التعليمية الفردية والجماعية الموجهة للمعوقين، وعدم وجود نظام لقياس وتقييم التحصيل الصفي للمعاقين وذوي صعوبات التعلم.
وفي مجال التشريعات، غياب التشريعات اللازمة في قانون وأنظمة الوزارة التي تتناول حقوق الأشخاص المعوقين التربوية.
لا يمكن أن يحظى مؤنس وغيره من الأشخاص المعوقين بفرصة عمل، أو يحظى الطفل ايمن بفرصة التعليم الذي يستحق إذا لم نصل مجتمعا وأفرادا إلى قناعة أن الشخص ذوي الإعاقة هو إنسان له حقوق وعليه واجبات، وينبغي أن يعامل وفق القانون كما الشخص الذي لا يعاني من إعاقة.

كلمة السـر: ثقافة مجتمعية 

المسافة الفاصلة بين النصوص القانونية والثقافة المجتمعية للتعامل مع الإعاقة والمعاقين هي التي يجب تقليصها وتحويلها من أرض جرداء إلى أرض قابلة للمعاقين كي يكونوا جزءاً حقيقياً وفاعلاً داخل المجتمع.
فقد يكون المعاق داخل النصوص القانونية حصل على جزء كبير من حقوقه في العمل والتعليم والصحة، إلى أن هذه الحقوق لا نراها حاضرة على أرض الواقع.
فإشكاليات المعاقين هي في كيفية تعامل المجتمع معهم، ومدى اعترافه بهم كمواطنين كاملين يتمتعون بحقوقهم ويقومون بواجباتهم.
ويبرز في هذا المجال دور مؤسسات المجتمع المدني التي يقع عليها عبء تغيير النظرة للمعاق من شخص يستحق الشفقة إلى شخص يتمتع بحقوق وواجبات قادر على تحملها، ولا يمكن لهذه المؤسسات لوحدها أن تتحرك بهذا الاتجاه دون أن يكون للدولة دور فعال في هذا الاتجاه، مدعوماً من قبل الإعلام المدرك للرسائل التي يجب أن يحملها ويبثها.
الإعلام المدرك لدوره والمؤسسات التي تستطيع تبني استراتيجيات طويلة المدى معاً قادرون على تغيير ملموس في الثقافة المجتمعية والنظرة نحو الإعاقة والمعاقين، فأهل المعاق/ة سيتقبلون أولادهم وسيعترفون بإعاقتهم وسيبحثون عن أفضل السبل لهم، في ظل مجتمع يقبلهم ولا يعاملهم بشفقة تضعهم في أدنى السلم الاجتماعي.
قد تكون كلمة السر (الثقافة المجتمعية لتقبل المعاق) سهلة اللفظ ولكن تحتاج منا جميعاً العمل بإيمان وصدق وتضحية أيضاً لتحقيق الإنجاز المرجو والذي لن يصير حقيقة بين ليلة وضحاها.


مقال من جريده الرأي

رأيت انه يستحق ان يحظى باهتمام الكثيرين وابداء آرائهم فيما جاء فيه

الخميس، 23 ديسمبر 2010

من هم المعاقين:


من هم المعاقين:
 يتواجد في كل مجتمع من المجتمعات فئة خاصة تتطلب تكيف خاص مع البيئة التى يعيشون فيها نتيجة  لوضعهم الصحى الذي يوجد به خلل ما.وهذا التكيف لا يأتى من قبلهم بل يقع عاتقه علي من يحيطون بهم بتوجيه الاهتمام لهم مثلهم مثل أى شخص طبيعى يمارس حياته، ويبدأ هذا الاهتمام مع جانب لا نلتفت إليه ونهمله وهوالمسمى الذى نطلقه علي هؤلاء الأشخاص. وقد تطور هذا المسمى عدة مرات ومر بمراحل كثيرة ترضى الفئة القوية بإصرارها وتصميمها علي إثبات الذات وأن لها دوراً فعالاً في حياة المجتمعات بأسرها على مستوى العالم

فبدءاً بهذه المسميات شاع كثيراً استعمال كلمة "معاق" وهى من أصل "عوق" يدل علي المنع والاحتباس، فكل ما يحولك عن فعل أى شئ تريده فهو عائق لا يمكنك من ممارسة حياتك بالشكل السوى، وخاصةالأنشطة اليومية ومن بينها خدمة النفس الذاتية، الأنشطة التعليمية، العلاقات الاجتماعية وحتى الاقتصادية منها. لكن هل هذا ينطبق على الشخص السوى الذى يصدر منه تصرفات يضع من خلالها إطاراً لسلوكه يمكن أن تصفه أيضاً بالشخص المعاق، وما هى سمات وملامح هذه السلوك ومتى نصف السلوك بأنه سلوك معاق؟
أكيد أن كل شخص يعانى من ضغوط أو اضطرابات نفسية، أو حتى علة جسدية
ستنعكس بالضرورة علي تصرفاته وسلوكه. لكن ماذا عن الشخص الذي يعانى من أية اضطرابات أو أمراض ويعانى من اعتلال في تصرفاته تجاه الآخرين وخاصة لمن لهم احتياجات خاصة والذين يطلق عليهم البعض"المعاقين"، هذه الكلمة قاسية جداً علي نفس الشخص الذي تنقصه مهارات لاستخدام كل ما منحه الله من إمكانيات بالشكل الطبيعى والسليم، لا تكن أنت المعاق بتصرفاتك تجاه هؤلاء الأشخاص عاملهم كأنهم أشخاص عاديين، لا يستطيع أحد أن ينكر احتياجهم للمساعدة، فلا تحاول إيذاء مشاعرهم بتوجه الاهتمام المتعمد الذي يشعرهم بحرمان أى مهارة من المهارات الطبيعية التى أعطاها الله للإنسان
 أسباب الإعاقة:
تنقسم أسباب الإعاقة إلي سببين رئيسيين هما:
-1 أسباب وراثية
-2 أسباب بيئية.
-1 الأسباب الوراثية:
 وهى التى تنتقل بالوراثة من جيل إلى جيل أى من الآباء إلي الأبناء عن طريق الجينات الموجودة علي الكروموسومات في الخلاياوإن كانت تسهم بنسب أقل
من الأسباب البيئية إلا أنها موجودة ومن هذه الحالاتمثل الهيموفيليا والضعف العقلى (الاستعداد للنزف)، مرض السكر، الزُهرى، والنقص الوراثي في إفرازات الغدة الدرقية يؤدى إلي نقص النمو الجسمى والعقلى.

-2 الأسباب البيئية:
الأسباب أو العوامل البيئية لا توجد داخل الكائن الحى وإنما خارج نطاق جسده لكنها تسير جنباً إلي جنب مع العوامل الوراثية وتسير في علاقة تفاعلية معها. وتشتمل علي ثلاثة عوامل:
     أ-عوامل أثناء الحمل (ما قبل الولادة): 
        مثل إصابة الأم ببعض الأمراض والفيروسات أثناء الحمل، مما يؤدى بدوره إلي حدوث
        التشوهات لجنينها العيوب الخلقية
     ب- عوامل أثناء الولادة         ميلاد الطفل قبل ميعاده يمكن أن يصاب بنزيف في المخ، كبر حجمه وتعثر ولادته،
         والإهمال في نظافة الطفل عند ولادته.      ج- عوامل ما بعد الولادة         الإصابة بالأمراض المختلفة للإهمال في مواعيد التطعيم ، الحوادث، والإصابة بالجروح.