ما زلنا على قيد الحياة

الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

ابو عكازة: المصطلحات المستعملة في التعامل مع قضايا الاشخاص ذو...

ابو عكازة: المصطلحات المستعملة في التعامل مع قضايا الاشخاص ذو...: من الضروي استخدام المصطلحات الصحيحة عند التحدث عن الاشخاص ذوي الاعاقة، حيث تعكس هذه اللغة مدى احترامنا للأشخاص واستعدادنا للتعامل مع...

المصطلحات المستعملة في التعامل مع قضايا الاشخاص ذوو الاعاقة

من الضروي استخدام المصطلحات الصحيحة عند التحدث عن الاشخاص ذوي الاعاقة، حيث تعكس هذه اللغة مدى احترامنا للأشخاص واستعدادنا للتعامل معهم وفق مبادئ حقوق الانسان وقواعد تكافؤ الفرص للجميع. اعتمدت الأمم المتحدة الإتفاقية الدولية لحقوق الاشخاص ذوي الإعاقة في ديسمبر‏2006،‏ وتركز الاتفاقية على احترام حقوق الاشخاص ذوو الاعاقة، وهذا يقتضي منا أن نصحح لغة الخطاب المستخدمة في كثير من التقارير والدراسات والصحف والمقالات الإعلامية حتي لا يشوبها أخطاء غير مقصودة‏، والتي تعكس في الواقع وجود قصور وأخطاء في المفاهيم والمصطلحات اللغوية المستخدمة بخصوص الأشخاص ذوي الإعاقة‏،‏ مما يؤدي في كثير من الأحيان إلي تشويه الصورة الحقيقية للأشخاص ذوي الإعاقة‏.‏ كما هو موضح من مسمي الاتفاقية يأتي ذكر أشخاص أولا حتي لا يختزل كيان الشخص في إعاقته‏,، ويجب عدم إطلاق المسميات التي قد تؤثر علي نفسية الشخص ذي الإعاقة مثل كلمة أبله أو معتوه أو أبكم أو أخرس أو مكرسح وغيرها‏.‏ أولا لأنها غير علمية وغير دقيقة‏.‏ وثانيا لأثارها السلبية التي تكرس النظرة الدونية للأشخاص ذوي الإعاقة‏،‏ فالإختلاف هو التنوع والعوق يأتي من المجتمع إذا لم يهيء للأشخاص ذوو الإعاقة كل سبل الإتاحة ليمارسوا حياتهم بشكل يليق بكرامتهم ويلتزم بتوفير الخدمات الصحية و التعليمية والإجتماعية وفرص العمل بالإضافة إلي سبل الترفية‏. وهنا نشير إلي أن هناك تحديث أفضل للمسميات المعبرة عن طبيعة الإعاقة تتميز بوضوح التعريف بالإضافة إلي عدم ورود دلالات سلبية فيها‏,‏ حتي لا نعزز الاتجاهات المجتمعية السلبية‏.‏ فنجد في حالة الصم فأن المسمي هو الإعاقة السمعية و يندرج تحتها الصمم أو ضعف السمع يستخدم و يستبعد كلية لفظ بكم‏,‏ فالأصم ليس أبكم لأنه يستخدم لديهم لغة معترف بها دوليا وهي لغة الاشارة‏.‏ أما الإعاقة البصرية‏,‏ فتنقسم المسميات إلي كف البصر أو ضعف شديد في الإبصار‏.‏ والإعاقة الحركية متنوعة من إعاقة حركية بسيطة إلي إعاقة حركية مركبة‏.‏ أما الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية فلا يشار إليهم بأنهم ضعاف عقل أو متخلفين‏،‏ فإلي جانب كون هذا المسمي إهانة‏،‏ فهو أيضا توصيف خاطيء علميا‏.‏ والأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية متنوعين في قدراتهم‏,‏ منهم من ينهي تعليمه المهني أو ما قبل الجامعي‏,‏ ومنهم من قد لا يتمكن من ذلك‏.‏ وتنقسم الإعاقة الذهنية إلي بسيطة‏,‏ ومتوسطة وشديدة‏.‏ وهنا نقدم بعض الارشادات حول اللغة التي يجب استعمالها: لا تقل معوقون، معاقون، ذوي الاحتياجات الخاصة، عجزة، أصحاب العاهات، متحدي الإعاقة، أصحاب التحديات، فرسان الإرادة، فرسان التحدي. قل الأشخاص ذوو الإعاقة لماذا؟ يجب البدء بكلمة “أشخاص” لتحقيق التحول من النموذج الفردي الذي يتعاطى مع الإعاقة بمعزل عن الشخص، إلى النموذج الشمولي الذي ينظر إلى الإعاقة بوصفها حالة من تداخل العوائق البيئية والسلوكية مع العوامل الشخصية. يجب أن يتوسط بين كلمة “شخص أو أشخاص” وكلمة “إعاقة”؛ كلمة “ذوو أو ذو”؛ تأكيداً على أن الإعاقة ليست لصيقةً بالشخص. كما أن “ذوي الاحتياجات الخاصة” تعبير مضلل لأنه يعبر عن كل شخص لديه احتياج خاص أياً كان نوعه؛ وهو أمر منطبق على الناس جميعاً. لا تقل معوقة، معاقة قل المرأة ذات الإعاقة لماذا؟ تحقيقاً للنموذج الشمولي والتوازن الجندري؛ فلا بد من ذكر كلمة “مرأة” ومن ثمة “ذات إعاقة” للأسباب نفسها المبينة أعلاه. لا تقل الصم والبكم، أطرش، أخرس، أطرم قل شخص أصم أو شخص ذو إعاقة سمعية لماذا؟ ليس كل أصم أبكم. وقد أصبحت كلمات “أصم، أطرش، أطرم” تستخدم للدلالة على أمور سلبية بل وتستخدم للنقد أو التقريع، وذلك نتيجةً لتجذر القوالب النمطية؛ ومن ذلك: “صمّت الحكومة أذنيها عن…” “زي الأطرش في الزفة”… لا تقل أعمى، ضرير قل شخص ذو إعاقة بصرية أو شخص مكفوف لماذا؟ “الإعاقة البصرية” تشتمل على الأشخاص ضعاف البصر على اختلاف درجاته والأشخاص المكفوفين، بينما “أعمى وضرير” لا تعبر إلا عن الأشخاص المكفوفين كلياً. كلمات “أعمى وضرير” تكرّس صور نمطية مرفوضة وتستخدم للدلالة على التخبط وعدم الوعي بالأمور. لا تقل عاجز، مشلول، مكرسح، مكسّح، كسيح مقعد قل شخص ذو إعاقة جسدية – شخص ذو إعاقة حركية لماذا؟ إن الكلمات النمطية المستخدمة للتعبير عن الأشخاص ذوي الإعاقة الجسدية من مثل: “مقعد، عاجز، مكرسح…” كلها تجعل من صفة “العجز” سمةً لصيقة بالشخص ومتحدةً معه، هذا فضلاً عن أن هذه الكلمات تستخدم أيضاً للتعبير عن حالة من الضعف والجمود وعدم الفاعلية: “وجدت نفسي مشلولا، شُلّ تفكيري….” لا تقل قزم قل شخص ذو إعاقة جسدية من قصار القامة لماذا؟ قصر القامة هو شكل من أشكال الإعاقة الجسدية. كلمة “قزم” تستخدم للتقليل من شأن شيء أو شخص: “لا تحاول تقزيم الأمور… إنهم أقزام في مواجهتنا….” لا تقل متخلف عقلياً، معوق نمائياً قل شخص ذو إعاقة ذهنية لماذا؟ ليس من حق أحد أن يحكم على أي شخص بأنه “متخلف”، فالتخلف يكمن في انعدام التهيئة البيئية وغياب الترتيبات التيسيرية وليس في الحالة الذهنية للشخص. وقد أصبحت هذه العبارة تستخدم بشكل ممنهج للدلالة على التراجع بل وللسباب في كثير من الأحيان: “دول متخلفة اقتصادياً وسياسياً… شعوب متخلفة… هذا اقتراح يدل على أن صاحبه متخلف عقلياً…” لا تقل منغولي قل شخص ذو إعاقة ذهنية – متلازمة داون لماذا؟ لقد قادت شعوب منغوليا في روسيا حملةً واسعةً من أجل القضاء على هذا الاستخدام التمييزي ضدهم وضد الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية من متلازمة داون. متلازمة داون نسبةً إلى من اكتشف هذا النوع من الإعاقة الذهنية. لا يحق ن ننسب شخصاً إلى شعب أو أمة لكون ملامحه تتشابه معهم. لا تقل متوحد قل شخص ذو إعاقة ذهنية – التوحد لماذا؟ التوحد هو نوع من أنواع الإعاقة الذهنية. كلمة “متوحد” تغفل الشخص وتعبّر عنه بصفة غير دقيقة. لا تقل مجنون، معتوه، سفيه قل شخص ذو إعاقة نفسية اجتماعية لماذا؟ إن الأشخاص ذوي الإعاقة النفسية الاجتماعية والأطباء النفسيين يؤكدون أنه لا وجود علمي وعملي للشخص “المجنون”. الإعاقة النفسية ترتب عوائق سلوكية مصدرها “الوصمة” ونظرة المجتمع للأشخاص ذوي الإعاقة النفسية، مما يقيّد انخراط هؤلاء الأشخاص واندماجهم في المجتمع، لذلك يُستخدم تعبير “النفسية الاجتماعية” للتأكيد على ما تلعبه العوائق السلوكية الاجتماعية من دور في إقصاء وتمييز في هذا الصدد. تستخدم كلمات: “مجنون ومعتوه…” للدلالة على كل ما هو غير عادي أو غير منطقي وغير متوازن أو مقبول: “تصرف جنوني، فكرة مجنونة، مجنون القرية…” لا تقل “الإعاقة قضية إنسانية بالدرجة الأولى“ قل “الإعاقة قضية حقوق إنسان“ لماذا؟ الأشخاص ذوو الإعاقة يجابهون تمييزاً وإقصاءً في ممارستهم للحقوق والحريات نفسها المقررة للكافة، وتناول حقوق الإنسان في سياق استثارة العواطف والشفقة؛ سوف يُضر بجوهر قضية الأشخاص ذوي الإعاقة ويجعلها مجرد مادة إعلامية تستدر العطف دون معالجة أصل الموضوع المتمثل في التمييز والإقصاء. لا تقل “الإعاقة ابتلاء واختبار“ قل “الإعاقة تنوع واختلاف بشري طبيعي“ لماذا؟ إنّ تكريس فكرة أن الإعاقة هي شكل من أشكال “الاختبار أو الابتلاء” سوف يجعل من الانتهاكات والتمييز؛ صوراً لهذا الابتلاء والاختبار الذي يجب على الشخص تحمّله والتعايش معه. فسوف يصبح ارتطام الشخص ذي الإعاقة البصرية بالجدران وتعرضه للمخاطر أثناء تنقله؛ شكلاً من أشكال الابتلاء وليس تقصيراً في تهيئة البيئة والتدريب على فن الحركة والتنقل، وسوف يصبح الحكم بالإدانة على شخص أصم نتيجة عدم التواصل الفعّال بلغة الإشارة اختباراً وابتلاءً يؤجر عليه الشخص، وهكذا في كل ما يواجهه الأشخاص ذوو الإعاقة من عوائق وحواجز تحول دون ممارستهم لحقوقهم. لا تقل “يجب تقديم الرعاية والعناية لهم…” قل “يجب أن يتم تحقيق المساواة وتكافؤ الفرص للأشخاص ذوي الإعاقة“ لماذا؟ إن الإعلام مطالب بتبني لغة حقوقية قوامها تحقيق المساواة وتحييد الإعاقة والبعد عن تكريس النهج الرعائي الوصائي. فالتمتع بالحقوق لا يكون بتوفير الرعاية والعناية، وإنما بتحقيق المساواة واحترام الاستقلالية الفردية والخصوصية للشخص. لا تقل “على الرغم من وجود الإعاقة فقد استطاع أن يقهرها ويحقق النجاح“ قل “على الرغم من وجود العوائق البيئية والسلوكية فقد استطاع أن يحقق ما يريد“ لماذا؟ لابد من توخي الحذر في تناول الإعلام لما يسمى ب”قصص النجاح” للأشخاص ذوي الإعاقة. فحصول شخص ذي إعاقة على درجة الماجستير أو الدكتوراة مثلا، يجب أن يقدّم في إطار أنه في الأصل إنجاز عادي ويحدث كل يوم، ولكن حدوثه مع وجود عوائق بيئية كبيرة هو الذي يجعل من مثل هذا الأمر خبراً يستحق التغطية الإعلامية. لا تقل “هذه الفئة المهمشة“ قل “هذه الشريحة الواسعة التي يتم إقصاؤها والتمييز ضدها“ لماذا؟ إن وصف الأشخاص ذوي الإعاقة ب”هذه الفئة” قد يؤكد ما تدعيه العديد من الدول من أن أعداد الأشخاص ذوي الإعاقة لديها منخفض جداً دون دليل يرتكز على إحصاء دقيق قائم على تبني تعريف حقوقي شامل للأشخاص ذوي الإعاقة. وإطلاق وصف “مهمشة”؛ قد لا يعكس جانب الإقصاء الذي يجابهه الأشخاص ذوي الإعاقة بفعل العوائق البيئية والحواجز السلوكية وغياب التدابير اللازمة لإزالتها. لا تقل “كل شخص يخجل من الإعاقة عليه أن يتذكر أنه قد يصبح لديه إعاقة في يوم ما“ قل “الإعاقة هي تنوع واختلاف بشري طبيعي والخجل منها يعكس عدم تجذر ثقافة التنوع وقبول الآخر“ لماذا؟ إن تغيير أنماط السلوك وترسيخ ثقافة التنوع وقبول الآخر ومكافحة الوصمة الاجتماعية حول الإعاقة؛ ليس سبيلها التخويف من الشيء الذي تسعى الرسالة الإعلامية إلى تأكيد أنه شكلٌ من أشكال التنوع. إذ لا يستقيم أن نحث المجتمع على عدم الخجل من الإعاقة وإخفائها، وفي الوقت نفسه نؤكد أنهم إن فعلوا ذلك فقد يصبح لديهم إعاقات في يوم ما.