ما زلنا على قيد الحياة

الأحد، 9 يناير 2011

الشباب في فكر الملك *

عمر حربي العشوش 2011-01-09


" أن من الحتمي ان يكون للشباب الاردني الدور الفاعل والمشاركة الجدية في شؤون وشجون الوطن،فهم فرسان التغيير القادرون على احداث نقلة نوعية في مستقبل هذا الوطن وتحقيق الغد المشرق لاجيالة المقبلة" بهذه الكلمات النبيلة ذات الدلالات العميقة يخاطب جلالة الملك عبد الله الثاني حفظة الله الشباب ، وحيث لا يكاد يخلو خطاب أو حديث لجلالته الا ويتناول فية الشباب باعتبارهم العمق الاستراتيجي للدولة الاردنية وأهم عنصر بشري وحيوي في المجتمع الاردني، وهم أحد معاول البناء والإنجاز للنهوض بالمجتمع، ودفع مسيرة التنمية الشاملة بابعادها المختلفة، وهو ما يلقي عليهم مسؤوليات جساماً تضعهم على طريق التحدي فضلا أنهم الشريحة السكانية الاوسع وحيث تصل نسبة الشباب فيه الى ما دون سن الثلاثين حوالي 73% من أجمالي السكان، في الوقت الذي تعاني فيه الاردن شح في الموارد وقلة الامكانات ، لذا فقد جاء الاهتمام الملكي بكل وضوح وجلاء مدركا ما لشباب الوطن من أهمية بالغة في بنائه والرقي به إلى التحديث والعصرنة ، و كانت توجيهات جلالته دائما تعبر بكل وضوح أن الارتقاء بالشباب من ثوابت النهج السياسي الملكي ومرتكزا في الخطاب السامي ، ومن هنا فقد استندت رؤيته إلى إطار مؤسسي واضح يقوم على تحميل الشباب مسؤولية كبيرة لإظهار وعيهم وبيان إدراكهم بحجم التحديات ، وبطبيعة التغيير الذي هم طاقته الحيوية ، وهم أدواته وهدفه النهائي ، تحقيقا لإثبات قدرتهم على المنافسة والتنمية ، فمحاورتهم والاستماع إليهم وتلبية رغباتهم وتطلعاتهم ، هي من الأمور التي يجب الاهتمام بها ، فعلى قدر ما تعطي الشباب وترعاهم يكون عطاءهم سخيا على المدى البعيد ، فالشمس لا تسطع في الصباح كما تسطع في المساء . 


ومنذ أن تولى جلالته سلطاته الدستورية وضع الشباب على سلم الالولويات الوطنية قائلا ''ولأن الشباب هم مستقبل الأردن فإننا نؤكد على الاستمرار في رعايتهم وفتح المجال أمام طاقاتهم وامكانياتهم لتعزيز مشاركتهم في الحياة العامة، وتمكينهم من المساهمة في بناء وطنهم''. ويحرص جلالة الملك على عقد لقاءات متكررة مع شباب الوطن في اطار حثهم على المساهمة في صناعة التغيير نحو الافضل وتحديد اهدافهم بانفسهم ، وجسدت المكارم الملكية والاهتمام والمتابعة بالشباب محط أنظار صانعي القرار على الصعيد العربي و العالمي، خصوصا وهم يشاهدون على الواقع نجاح وحصاد الثمار الوفيرة للتجربة الأردنية في الاخذ بيد الشباب ودعمهم بكل السبل والوسائل ، وتمكينهم من قيادة المستقبل وفهم القضايا والتحديات العامة ، وهو ما دفع بالوطن للتقدم في شتى مناحي الحياة و بدا واضحا اهتمام جلالته بإحداث نقلة نوعية في التعليم بكل مراحله لضمان مستقبل أفضل للشباب واشتملت تلك النقلة على إدخال تعليم اللغة الانجليزية في مناهج الصف الأول الأساسي إضافة إلى حوسبة التعليم وإدخال الحاسوب إلى معظم مدارس المملكة وتحسين البيئة التعليمية بشكل عام والتوسع الكبير في أنشاء الملاعب والاندية والمراكز الشبابية والريادية ، لانهم سيسهمون بدور فاعل في تشكيل ملامح الحاضر، واستشراف آفاق المستقبل؛ لما يتمتعون به من مستويات تعليمية متنوعة وامتلاكهم لمهارات الحياة العصرية التي عكست واقع الاستثمار بالموارد البشرية والاقتصاد المعرفي، والتوجه الى فتح المجال أمامهم ونقلهم من مقاعد المشاهدين الى مقاعد المشاركين في جهود التنمية الوطنية ابعادها المختلفة . وعمل جلالته على توفير مناخات داعمة لخلق الديمقراطية للشباب وأفساح المجال للتعبير عن الراي والأي الاخر وطرح الهموم والتجديات بكل شفافية ومسؤولية ودعم التنمية السياسية والاصلاح الديمقراطي والمشاركة في الاحزاب ومؤسسات المجتمع المدني ودعم جلالته الشباب من خلال ايجاد مبادرات ومكارم لحل مشكلة الفقر والقضاء على البطالة وتأمين حياه كريمة وسليمة للشباب الاردني . 



وأطلق جلالته شعار (الأردن أولا) كمشروع نهضة واستنهاض يعمل في طياته على تنمية طاقات شباب الأردن وشاباته ويحفز عملهم ويعد توافقا اجتماعيا بين الأردنيين من شتى الأصول والمنابت ويؤكد مصلحة الأردن على غيرها من المصالح ، كما أنه استثمار في الإنسان الأردني في تعليمه وتأهيله وصحته ورفاهيته ليكون أساسا لمستقبل أرقى واعد بالعلم والمعرفة والانجاز، و هو نداء هاشمي بناء، ونهج يبني على ما سبق، ويسعى إلى فتح الأبواب لسياسات وبرامج في التنمية والتربية والثقافة والإعلام لجيل من الشباب الأردني يكون معتزاّّ بوطنه فخوراّ بعرش ملكه مزهوا بديمقراطيته وبمشاركته بفعالية ومسؤولية في بلورة المجالس النيابية الملتزمة والمنتمية للأردن 

وأضاف جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله مكرمة ملكية سامية جديدة بتشكيل (هيئة شباب كلنا الأردن) عام 2006 لتحقيق الرؤية الملكية الثاقبة والهادفة لتكون مظلة للشباب الاردني ورعاية الشباب بالشراكة مع باقي المؤسسات الشبابية وإعطائهم مساحة أكبر وتحفيزهم على العمل المخلص المنتمي وإنتاج جيل واع ومنتج ومنتم مسلح بالعلم والمعرفة ، وأطلق عليهم لقب (فرسان التغيير) لإحداث التغيير الايجابي والفاعل والمؤثر في جميع نواحي الحياة سواء الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية وحتى يلعبوا الدور البارز والحقيقي في المرحلة الحالية والمقبلة، وما زالت كلمات القائد في رسالته التي اعقبت تأسيس هيئة شباب كلنا الأردن متجذرة بكل فخر في اذهان كل الاردنيين ، حيث قال جلالته "إن طموحاتنا وأهدافنا التي نسعى لتحقيقها كبيرة وتحتاج إلى تضافر جهد كل فرد من أبناء الوطن الغالي، وجميعنا مدعوون لدعم الشباب ورعايتهم واكتشاف طاقاتهم وإمكاناتهم لأنهم الأَولى بالرعاية والدعم، وثمة مسؤولية أيضا تقع على كاهل الشباب لإظهار وعيهم وإدراكهم لحجم التحديات، ولطبيعة التغيير الذي هم طاقاته الحيّة وأداته وهدفه النهائي، تحقيقا لإثبات قدرتهم على المنافسة والتميز والنهوض بإبداعاتهم التي سترسم كما ستساهم في تحديد ملامح المستقبل للوطن ولأجياله القادمة ". 


لقد أسهمت الجهود الملكية السامية في تسليط الضوء على واقع الشباب في الاردن وخلق المبادرات والمشاريع الخدمية والتنموية التي أمتدت لتطال المدن والقرى والارياف والبواديعلى أمتداد الوطن ، تؤكد عزم القائد المفدى عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه الى المضي قدما في بناء الاردن النموذج وأن يجعل من الاردن واحة وأنموذج على الخارطة العالمية . 

ليست هناك تعليقات: