ما زلنا على قيد الحياة

الأحد، 2 يناير 2011

الرحلة الاخيرة

عمر حربي العشوش

بالامس أحتفل العالم بعيد راس السنه الميلادية ووالدي لم يكن معنا .. منذ أيام فقط عرفت معنى أن تكون يتيما .. رئة والدي  أوجعت قلبي وأذاقتني طعم الفراق لجسده الذي رقد قرابة شهرين يصارعه المرض بلا رحمه على سرير الموت ، مستسلما لمشيئة رب العالمين في أنهاء رحلته معنا .. ذهب أبي مودعا أعين المحبين والاقارب ، تاركا وراءه فراغا لا يملئة كائن على وجه الارض ، مهاجرا من أوجاع الدنيا بذكرياته الطيبة وسيرته الكريمه ، ومرتاحا من معركة مرضه الاخير .

عزيزي كم  تمنيت أن لا يأتي عيد بدونك وكم تمنيت أن لا أستنشق هواء البيت دونك ولكن .....   ، شعرت لاول مرة بضعفي حيال وقوفي مكتوف الايدي وأنا أنظر  لمرضك القاسي يصارعك على فراش الموت ويبث جنوده الملاعين في مساحات جسدك الطيب ، لذا سامحني أبي لان رحمة الله أكرم وأطيب من قدرتي وحيلتي .

منذ رحلت أسترجع معك كل تفاصيل حياتي ، أنبش في جدران الذاكرة رحلة الثامنة  والعشرون عاما في مسيرتنا ، أفرد معك شريط الماضي فأشاهد معك مسلسلا أبويا مليئا بالعاطفة والخوف والضحكة ..أشاهد معك بطلا لم أتخيل أن يموت في الحلقات الاخيرة ، وفارسا أصيلا لم يكل من سباق جواده المتعب .

أفتقدك مع كل أشراقة شمس ومغيبها ، وأستذكر ملامح وحهك الطيب كلما أسندت رأسي على وسادة  الليل الطويل ، يصطحبني في حديث مسائي جاذب ، فأستيقظ في الصباح أحييك بدعوات الرحمة وبقايا دموع حارة ، كل يوم أشاهدك أبي مرسوما على جدران البيت ، تسكن خزانتك المهجورة ، تجالسني صباحا ريحان الدار ونرتشف معا  قهوة الصباح، أحادثك مساءا تفاصيل يومي .

عزيزي الغائب جسدا ... الحاضر معي في كل لحظة ، لقد خذلتني وتأخرت ولم تعد من سرير الخداع ، لذا فأنني أشعر بغربة موجعة وموحشة وقاتلة .


رحمة الله عليك يا " أبا سميح " ووداعا أيها الغالي الى جنات الخلد .  

هناك تعليق واحد:

رضا النوايشه يقول...

رحمك الله يا أبا سميح لقد رحلت وتركت خلفك سمعتك الطيبه وحنانك الذي لم نرى مثله الى جنات الخلد أبا سميح

(( أن لله وأن إليه راجعون ))

أبنك \ رضا النوايشه